شجاعة سميرة إبراهيم؟

المصدر: CBS News

 سميرة إبراهيم التى كان من المتوقع أن تحصل على جائزة من الخارجية الأمريكية للإشادة بشجاعتها فى النضال من أجل العدالة فى قضية “كشوف العذرية” قالت ان حرمانها من الجائزة جاء من خلال ضغوط اللوبى الصهيونى. صرّحت بذلك حرفياً من خلال مقابلاتها التلفزيونيه و على حسابها الشخصى على موقع التواصل الإلكترونى تويتر “المشكلة كلها كانت مع اللوبى الصهيوى”

الغرض من هذا المقال هو توضيح عدم صحة هذه الإدعاءات و أن المشكلة أكبر و أعمق من ذلك بكثير و تستحق الوقوف عندها.

جزء مهم من المشكلة أن سميرة لا تنظر للناس كأفراد مسؤولين عن أفعالهم، بل ترى أن “أقباط المهجر” او “اليهود” او “الغرب” ككتلة يتحملون اخطاء بعضهم البعض

أود أولاً أن أذكّر القارئ بالتغريدات التى أدت مؤخراً إلى قرار الخارجية الأمريكية الا تكرم سميرة إبراهيم بجائزة المرأة الشجاعة و التى قد ذهبت سميرة إلى أمريكا لتسلُّمها. التغريدات ليس لها علاقة بإسرائيل او الصهيونية كما أدّعت سميرة، بل هى بكل بساطة تغريدات تظهر مدى تدنى الحس الإنسانى عند سميرة حيث أبدت فرحتها بقتل بعض السياح المدنيين فى حادث إرهابى في حين انه من البديهى أن موتاً مريعاً كهذا لا يصح أن يكون سبباً للتهليل بغض النظر عن جنسية الضحايا.

لم تكتف سميرة بذلك، ففى تغريدة أخرى لها يوم ذكرى الحادى عشر من سبتمبر قالت “كل سنة و أمريكا محروقة” و فى الحقيقة هذه التغريدة لابد ان تلفت إنتباه الجميع. فمنذ بضعة أشهر أبدت سميرة أملها فى أن تحترق الولايات المتحدة لكنها مع ذلك توجهت لذات الدولة، في مدينة مات ١٢٥ من أهلها في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، لتستلم جائزة من الحكومة الأمريكية! أفلا يحق لمن يعطى الجائزة، أى هذه الدولة، أن تنفر من هذه التصريحات البغيضة و تعيد النظر فى تكريم صاحبتها؟ هناك أيضاً تصريحات تظهر مدى الكراهية العمياء التى للأسف تملكت من فكر هذه الشابة المصرية حيث رددت كلمات هتلر-موافقة إياه الرأى- أن كل المشاكل مصدرها اليهود. فى تغريدة أخرى ، تعليقاً على ظهور الفيلم المسئ للإسلام، قالت أن هذا الفعل ذنب أقباط المهجر و الغرب كله و أنه لابد من فيلم مضاد. هنا يظهر جزءاً مهماً من المشكلة. سميرة لا تنظر للناس كأفراد أحرار كل واحد مسؤول عن نفسه، بل ترى أن “أقباط المهجر” او “اليهود” او “الغرب” ككتلة واحدة لا تمايز بينها يتحملون جميعا اخطاء بعضهم البعض. وهذا التفكير ينطوي علي خطورة هائلة، فهذا النهج بالذات هو مقدمة الفكر الارهابي الذي لا يميز بين البشر ويأخذ الكل بذنب البعض، فكيف لإنسان عاقل ان يردد هذا الكلام؟.

حين تم لفت الإنتباه لتغريدات سميرة إبراهيم إدّعتْ أولاً أن حسابها قد تم سرقته عدة مرات متوقعة سذاجة بالغة ممن يسمعها كى يصدق أن أى تغريدة تحتوى على عنصرية ليست بقلمها. هذا كان قبل عدول الخارجية الأمريكية عن نيتها لتكريم سميرة. أما بعد ذلك، قالت حرفياً “رفضت الاعتذار للوبى الصهيونى فى امريكا عن تصريحات سابقة معادية للصهيونية تحت ضغوط من الحكومة الامريكية فتم سحب الجائزة” مما يحتوى على إعتراف ضمني بأنها هى من كتبت هذه التغريدات.

هناك من قال إن سميرة “بنت غلبانة لا تفهم ولا تدرى ما تقول” فى سبيل الدفاع عنها. وهو دفاع في الحقيقة يهين سميرة بطريقة فجة. فهى فى نظره ليست إنسانة كاملة الأهلية تستطيع أن تتخذ قرارات و تتحمل مسؤوليتها بل هي مثل طفلة جاهلة بلهاء. هذا الكلام عار من الحقيقة، هى إختارت التواجد على الساحة العامة. إختارت أن يكون لها حساب عام على موقع تواصل إجتماعى حيث لها أكثر من مئة ألف متابع، و عليها أن تتحمل مسؤولية ما تكتبه ولا تلجأ للأعذار . هناك أيضاً من قال ان الجائزة كانت لشجاعة سميرة فى الوقوف ضد الجيش فى قضيتها و لذلك تستحقها بغض النظر عن تعليقاتها و أقوالها المشينة. هل يعقل أن تعطى حكومة الولايات المتحدة جائزة لمن كانت تتمنى لهم الحرق؟

نهايةَ اود ان أسأل القارئ: هل يحق لنا نحن كمصريين أن نتجاهل هذه الأفكار الخاطئة و الخطيرة عند شابة مصرية لها وجودها على الساحة العامة بل و ندافع عنها؟ الشجاعة الحقيقية تظهر عندما يخطأ الإنسان، فإما أن يعترف بخطأِه و يتحمل المسئولية أو يختلق الأكاذيب لكى يضلل الرأى العام لصالحه. لن نعالج مشاكلنا الإجتماعية إلا بمواجهة كل من يستسلم للكراهية و اللاإنسانية و بمواجهة أنفسنا أولاً و أخيراً.وان كان رد فعل سميره ينقصه الشجاعه، فلنتحلى نحن بها.

ساره لبيب